رئيس الوزراء يلتقى أكثر من 30 من كبار المستثمرين الاماراتيين لجذب الاستثمارات
مدبولى: تدخل الدولة فى تنفيذ المشروعات كان لاختصار الوقت وتهيئة الامكانات اللازمة للمستثمرين
مدبولى: نحرص على فتح المجال للاستثمار الخارجى فى مختلف المجالات
حريصون على تواجد أكبر عدد من الشركات الإماراتية للعمل فى مصر
استراتيجية ثلاثية بين مصر والإمارات والأردن لتحقيق التكامل فى ملف الصناعة
التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بعدد من كبار المستثمرين الإماراتيين، بالعاصمة الإماراتية أبوظبى، بهدف جذب مزيد من الاستثمارات الإماراتية لمصر والتعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة على أرض مصر فى الفترة المقبلة.
حضر اللقاء أعضاء الوفد الرسمى المصرى وهم محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وهالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، والسيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ونيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة.
كما حضر تامر عصام، رئيس مجلس إدارة هيئة الدواء المصرية، وشريف البديوى، سفير مصر لدى أبو ظبى، ومحمد عبد الوهاب، الرئيس التنفيذى للهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، ومحمد السويدي، رئيس مجلس إدارة اتحاد الصناعات المصرية، وأيمن سليمان، الرئيس التنفيذى لصندوق مصر السيادى، ومحمد عبد الكريم، المدير التنفيذى لمركز تحديث الصناعة، وشريف الجبلى، رئيس غرفة الصناعات الكيماوية.
وحضر اللقاء من الجانب الإماراتى جمال بن سيف الجروان، الأمين العام لمجلس الامارات للمستثمرين بالخارج، الذى يضم فى عضويته كبرى الشركات الاماراتية المستثمرة فى الخارج، ومريم خليفة الكعبي، سفيرة الإمارات بالقاهرة، ومسئولى عدد من الوزارات والهيئات والأجهزة بدولة الإمارات، وأكثر من 30 من كبار رجال الأعمال الإماراتيين فى عدة قطاعات أبرزها: الصناعة، والبترول، والطاقة، والاستثمار العقارى، والزراعة، والاتصالات، والموانئ واللوجستيات، والسياحة والطيران، وتكنولوجيا المعلومات، وأسواق المال والاستثمارات الخاصة، وتجارة التجزئة، وإعادة التدوير.
ورحب مصطفى مدبولى رئيس الوزراء بالمستثمرين الاماراتيين، وأشار إلى أن عدداً من الحاضرين مُتواجد باستثماراته بالفعل فى مصر، وأنه التقى بعددٍ منهم بصورة منفردة على مدار الفترة السابقة.
وأضاف رئيس الوزراء أن هذا اللقاء هدفه الأساسى ينطلق من حرص الحكومة المصرية خلال الفترة المقبلة على تواجد أكبر عدد من الشركات الاماراتية فى مختلف المجالات على أرض مصر، وقيام المستثمرين الموجودين بالفعل بالتوسع فى الاستثمارات فى المجالات ذات الأولوية لمصر، لاسيما فى ظل التداعيات التى تفرضها الازمة العالمية الراهنة على المنطقة ككل.
وأوضح مدبولى أنه التقى بعدد من المستثمرين الحاضرين اليوم، خلال فترات سابقة، حيث طرحوا بعض المشكلات التى تواجههم، والتى تحتاج إلى إجراءات وتم اتخاذ الكثير من الاجراءات، ولكن فى ظل الظروف التى مرت بها مصر، حيث شهدت ثورتين فى 2011 ثم 2013، تلاها أوضاع اقتصادية صعبة جداً، وذلك حتى تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى وضع على عاتقه إعادة بناء الدولة المصرية،.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدور الأهم للدولة المصرية وقتها، كان ضرورة الاسراع بخطوة الاصلاح الاقتصادى، والنهوض بالبنية الأساسية اللازمة، على النحو الذى تستحقه مصر، لذا كان تركيز الدولة خلال الفترة السابقة قائماً على قيام الدولة بتنفيذ استثمارات حكومية ضخمة فى بناء البنية الأساسية، سببت النهوض بهذه القطاعات وتحقيق الربط من خلال شبكة طرق جديدة.
جذب الاستثمارات الخارجية:
وأكد مصطفى مدبولى رئيس الوزراء على أن المرحلة الراهنة تشهد قيام مصر بفتح المجال للاستثمار الخارجى والزيادة من مساهمة القطاع الخاص. وأكد مصطفى مدبولى أن المشروعات التى نفذتها الدولة خلال السنوات الخمس الماضية، كانت ضرورية، حيث كانت استثمارات ضخمة مطلوب تنفيذها فى وقت يسير.
مضيفاً أن مصر لم تكن تتحمل مرور عدة سنوات قبل تنفيذ هذه المشروعات، فكان من الضرورى أن تدخل الدولة بقوة لتنفيذ هذه المشروعات، لاختصار الوقت وتهيئة الامكانات اللازمة لتشجيع أى مستثمر على القدوم فى كافة المجالات.
كما طرح الدكتور مصطفى مدبولى ملف اجراءات الاصلاح الاقتصادى للدولة المصرية، التى اتخذتها الدولة فى 2016، مشيراً الى انه كان من بين أهدافها تقليل المخاطر التى كانت تواجه الاستثمار فى مصر.
مدبولى: نعمل على برنامج جديد مع صندوق النقد بسبب الأزمة العالمية
نستهدف رفع نسبة القطاع الخاص إلى 65% فى الاستثمارات الكلية خلال 3 سنوات
اجراءات الاصلاح الاقتصادى
وأوضح مصطفى مدبولى رئيس الوزراء أن الدولة اتخذت اجراءات الاصلاح الاقتصادى نتيجة لما سبق، كما أتمت برنامجا مع صندوق النقد الدولى، ويتم العمل حالياً على برنامج جديد مع الصندوق بسبب الازمة العالمية، سيتم الاعلان عنه خلال فترة وجيزة، هدفه إعطاء حالة من الاستقرار والثقة للاقتصاد، والطمأنينة لكل المستثمرين داخل مصر وخارجها، بالإضافة إلى رؤيتنا تجاه التحديات التى تواجهنا.
وقال رئيس الوزراء إنه يمكن أن نطلق على المرحلة التى نمر بها الآن مرحلة بناء الدولة، والتحرك والانفتاح فى الاقتصاد، وقد ركزنا فى البداية على تطوير البنية الأساسية، واتخاذ الإجراءات التشريعية والتنظيمية المناسبة من أجل جذب الاستثمارات، ونحن الآن فى الوضع الاقتصادى المصرى فى مرحلة الانفتاح بقوة على القطاع الخاص، والدخول فى مشروعات عملاقة يكون أساسها الاستثمارات الخاصة.
وأضاف مدبولى أن رئيس الجمهورية أعلن خلال « حفل إفطار الأسرة المصرية» فى رمضان الماضى عن مجموعة من الإجراءات وطالب الحكومة بتنفيذها على الفور، وبالفعل عقدنا مؤتمراً صحفيًا عالميًا لتوضيح الموضوعات والإجراءات التى تعتزم الحكومة اتخاذها فى هذه المرحلة بشأن الخطوات التنفيذية لتحقيق الأهداف المنشودة.
القطاع الخاص:
وأوضح رئيس الوزراء أن المستهدفات التى نعمل على تحقيقها هى أن تصل نسبة مساهمة القطاع الخاص فى الاستثمارات الكلية من 30% حاليا إلى 65 % خلال ثلاث سنوات، كما نشجع القطاع الخاص المحلى والأجنبى على الدخول بقوة فى الاستثمارات، بحيث يصبح بعد ثلاث سنوات هو المساهم الأكبر فى هذه الاستثمارات الكلية، وفى الوقت نفسه نعمل على طرح بعض الأصول أمام القطاع الخاص لكى يستحوذ على نسب منها، وقدرنا ذلك بنحو 40 مليار دولار على مدار أربع سنوات بمتوسط 10 مليارات فى العام.
وانتقل رئيس الوزراء إلى نقطة أخرى وهى أن الحكومة تعمل على تبسيط وتسهيل الإجراءات الخاصة بالاستثمارات فى إطار نهج الدولة المصرية بهذا الشأن، سواء ما يتعلق بدخول استثمارات جديدة، أو توسعات لمشروعات واستثمارات قائمة، وقد اتخذنا إجراءات عديدة فى هذا الصدد، ولاسيما ما يخص قطاعات الصناعة، والزراعة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وكذلك فى مجال الطاقة الجديدة والمتجددة.
تخصيص الأراضى للاستثمارات:
وفيما يتعلق بإجراءات تخصيص الأراضى لتنفيذ استثمارات ومشروعات صناعية والحصول عليها، أوضح الدكتور مصطفى مدبولى أن هناك بديلين وهما : حق الانتفاع لفترة طويلة المدى، أو تمليك الأرض ويستند تحديد سعر الأرض على أساس قيمة المرافق، ولا ننظر لتخصيص الأراضى من منظور أنه بيع أراض، ولكن الأمر يتعلق بقيمة الصناعات نفسها التى يتم إقامتها عليها.
وكشف رئيس الوزراء عن أنه سيتم خلال الأيام القليلة المقبلة إعلان قيمة جميع أراضى الصناعة فى مصر بجميع المناطق الجغرافية بقرار من رئيس مجلس الوزراء، ويكون بشكل محدد، ويكون تخصيصها للمستثمرين إما عن طريق حق الانتفاع أو تملكها.
وأكد مدبولى على أن الحكومة ستقدم تسهيلات فى السداد، مشددا مرة أخرى على أن الهدف ليس هو بيع الأرض، بل نستهدف سرعة إقامة وتشغيل مختلف الصناعات على هذه الأراضى.
كما أن هذه المشروعات ستحصل على ما نطلق عليه «الرخصة الذهبية»، أو الرخصة الواحدة، من مجلس الوزراء وهيئة التنمية الصناعية، والتى بموجبها يحصل المستثمر على الرخصة، على أن نقوم نحن كدولة باستكمال الإجراءات مع باقى الجهات المعنية بالدولة، وذلك خلال 20 يوم عمل، وذلك من أجل حل مشكلات المستثمرين، وللهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة دور كبير فى هذا الصدد، كما أصدرنا قرارا بإنشاء وحدة لحل مشكلات المستثمرين بمجلس الوزراء من أجل حل مشكلاتهم.
وأكد مدبولى على أن الدولة تركز خلال المرحلة المقبلة على قطاعات بعينها، موضحاً أن قطاع الصناعة له الأولوية الأولى لدينا الان.
وأضاف أن تواجدنا اليوم فى الإمارات يأتى لوضع استراتيجية ثلاثية بين مصر والإمارات والأردن لتحقيق التكامل فى ملف الصناعة، مشيراً إلى أن مصر منفتحة للشراكة مع أشقائها من دولة الإمارات، فى المجالات التى تمت الإشارة إليها، وكذا أية مجالات أخرى.
ولفت إلى أن قطاع التطوير العقارى مهم للغاية، ويوجد به تجارب «شديدة النجاح» من أشقائنا فى دولة الإمارات فى مصر، وفى هذا الصدد أرحب بتوسعة استثماراتهم فى هذا المجال المهم فى مصر.
اقرأ أيضاً: رئيس الوزراء يعلن خطة الدولة المصرية للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية
اقرأ أيضاً: انفوجراف:مؤسسات التصنيف الائتمانى تستمر فى تثبيت نظرتها الايجابية لمصر
وأضاف الدكتور مصطفى مدبولى أن الحكومة المصرية أطلقت مجموعة من الحوافز الإضافية لصناعات معينة فى مناطق جغرافية محددة، كما تم تخصيص مناطق صناعية فى مدن الجيل الرابع الجديدة، لاسيما العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، لإقامة الصناعات وتم تجهيز الأراضى الخاصة بها وترفيقها، وسيتم منح حوافز إضافية للمستثمرين فى هذه المناطق لفترة زمنية محددة، وذلك للتشجيع على الإسراع بخطى التنمية فى المناطق الجديدة.
صندوق مصر السيادى:
وقال مصطفى مدبولى رئيس الوزراء إنه من أجل فتح مجال للشراكات بين الدولة المصرية والقطاع الخاص، لاسيما الأجنبى، أنشأت الدولة «صندوق مصر السيادي»، حيث أتاح له القانون حرية كاملة ومرونة بعيداً عن القوانين السارية حالياً، وهدفه إسراع الخطى لإقامة شراكات مع صناديق مناظرة من دول أخري، أو مع مستثمرين فى شراكات ضخمة تحتاج إلى شراكة أيضاً مع الدولة».
وأضاف أن الأزمة العالمية التى حدثت بدءًا من جائحة «كورونا» والحرب الروسية – الأوكرانية الحالية تبعث رسائل واضحة، علينا ادراكها كدول عربية، بحيث يكون لدينا التزام بالتكامل فى توفير احتياجاتنا الأساسية.
وأشار إلى أن الدول العربية مهددة بشكل مباشر وواضح، وستواجه خطورة حقيقية خلال الفترة المقبلة إذا لم يحدث هذا التكامل، ومن أجل ذلك، فإن الهدف من هذه الزيارة هو تعزيز التعاون خاصة فى مجال الصناعة الذى يمثل أولوية قصوى لمصر، لاسيما فى مجالات الصناعات الغذائية والهندسية والصناعات الدوائية والمستحضرات الطبية وأيضا مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وتابع مدبولى أنه مسئول بشكل شخصى عن تيسير أى إجراءات للحصول على الموافقات والرخص والتصاريح للمشروعات الإماراتية، طالما سيكون هناك استثمارات.
مضيفاً أن هناك عددا من الشركات الإماراتية التى تعمل فى مصر فى مجال الزراعة، وقطاع الزراعة يمثل أيضا أولوية قصوى لمصر، التى دعمت البنية الاساسية للأراضى الزراعية التى يحصل عليها المستثمرون، مشيراً إلى حدوث طفرة كبيرة فى مناطق مثل توشكى وشرق العوينات، وأيضا منطقة غرب المنيا كمنطقة واعدة أيضاً، إضافة إلى مشروعين كبيرين نعمل عليهما فى منطقة الدلتا الجديدة الواقعة فى شمال مصر، التى كان يزرع فيها القمح أيام الإمبراطورية الرومانية، لافتا إلى أن هذه المنطقة تتمتع بكونها أرضا مستوية، وجودة التربة بها مرتفعة للغاية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن التحدى الذى واجه مصر يتمثل فى توفير بنية تحتية قوية من أجل استصلاح ما يقرب من 3 ملايين فدان فى هذه المنطقة، ومن أجل ذلك تنفذ الدولة المصرية اليوم محطات معالجة المياه، بالإضافة إلى شبكات الكهرباء، وشبكات الطرق وغيرها، بحيث تكون المنطقة جاهزة خلال عام على الأكثر بحيث تستطيع الشركات المصرية والأجنبية زراعتها وإقامة شراكات مهمة فى هذا المشروع الحيوي.